الحسن بن أحمد بن يعقوب، من بني همدان، أبو محمد مؤرخ، عالم بالأنساب عارف بالفلك والفلسفة والأدب، شاعر مكثر، من أهل اليمن. كان يعرف بابن الحائك، وبالنسابة، وبابن ذي الدمينة (نسبة إلى أحد أجداده: ذي الدمينة بن عمرو) ولد بصنعاء سنة (280هـ)، وأقام على مقربة منها في بلدة (ريدة)، وطاف البلاد، واستقر بمكة زمنا، وعاد إلى اليمن فأقام في مدينة صعدة، وهاجى شعراءها، فنسبوا إليه أبياتا قيل: عرض فيها بالنبي صلى الله عليه وسلم فحبس ونقل إلى سجن صنعاء، وتوفي سنة (334هـ).
أهل اليمن من أرق الناس قلوبًا وأجمعهم حكمة فـ (الإيمان يمان والحكمة يمانية) كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ومن هذا المنطلق كان الاهتمام بأهل اليمن وطبائعهم وأنسابهم له حظ وافر في التصنيف؛ ومما صنف في هذا الباب؛ الكتاب الذي بين أيدينا. فجمع فيه مؤلفه أنساب أهل اليمن, وفروعها، ونسب كل مولود إلى أصله النسبي، وذكر ما لكل قبيلة من أنساب ومواليد.
هذا كتاب جمع فيه مؤلفه ما لجزيرة العرب من فضائل، وذكر أقاليمها، وطبائع أهلها، وذكر أطول مدن العرب المشهورة، ثم شرع في ذكر اليمن ومدنها وأوديتها وعيونها، ثم ختم بمحجة صنعاء إلى مكة، وقد ابتدأ الكتاب بذكر قسمة الأقاليم لبطليموس، واختلاف الناس في العرض والطول.